السلام عليكم ..
هذه قصه قرأتها في احدى المجلات..واثرت في كثيرا..فاحببت ان انقله لكم..
لن اطيل عليكم..اقرـوها بانفسكم..
لم يتعدى الخامسة عشره من العمر..مرح جدا..
لفت نظري من اول لحظه وحرصت على ان اتعرف اليه في اقرب مناسبه..لكنه سبقني فقد كان سباقا للخير فبعد القائي لمحاضره وعضيه في دوره مكثفه لحفظ القرآن..فاتى الي وهو يكيل المدح والثناء..فاجلسته بجانبي وسالته عن اسمه..فقال :الا تذكرني يا استاذ؟؟فقلت :لكنك لم تجبني؟؟ ارتبك قليلا وقال:اسف..سألته: هل انت مستمتع بدراستك؟؟ فكشر بطريقه مسرحيه وصرخ:وهل هناك احد يستمتع بالهم والغم والمصائب والكوارث؟؟؟ شاركته التكشيره وقلت:والحل؟؟اجاب سريعا:ان تقفل المدارس وتحول الى حدائق للالعاب او للحيوانات..
ضحكت وقلت..اضحك الله سنك..هل لديك هوايات؟؟ قال :نعم الابتسامه والضحك..
قلت:من اندر الهوايات..وقف فجأه وقال :استأذنك فأخي يناديني..ودعته قائلا في امان الله..
التفت فرأيت صديقي الاستاذ عبد الرحمن مبتسما..فأجبته بهدوء:يبدو انه غي مستريح في دراسته..
فضحك وقال:هذا الغيرالمستريح الاول على المدرسه بلا منازع وهو بطل المدرسه في تنس الطاوله وكابتن المنتخب وهو عضو فرق الانشاد المدرسي وكاتب من الدرجه الاولى ومشروع لاديب فذ..اضافه الى انه يحفظ القران كاملا..ذهلت برهه وعبد الرحمن يلوح بيديه:هيه نحن هنا.. تنبهت وقلت : اسف ولني مندهش انه يوجد مثل هذا الشاب في ايامنا هذه..نفع الله به الام..
الجمعه..اخر يوم في الدوره..الحفل بعد صلاة العصر..والعمل يقوم على قدم وساق..وكان نصيبي الاشراف على الانشاد والمسرح والخطابه وبالطبع فقد اعتمدت على خليل كعضو رئيس في المجالات الثلاثه..اتفقنا ان نلتقي بعد صلاة العصر بساعه..بعد صلاة الجمعه التهكت الطعام التهاما..واسرعت وانا ادعو ان يكون الحفل متميزا..وصلت الى المسجد وكان هنالك طلاب قد سبقوني فطلبت منهم ان يساعدوني في اعداد متطلبات المسرح..وكنا نشدو بعض الاناشيد وفجأه استاذ..استاد..افزعني الصوت الوجل.. نزلت من سلم المسرح وانا اهتف به:ما كل هذا الصراخ انت في مسجد (خليل مات) نزل بها علي كالصاعقه..تمتمت..مات.. متى..اليوم بعد صلاة الجمعه..
تحول الحفل في لحظه الى تعزيه. دخلت عليه وهو مسجى على الارض اقتربت منه رفعت الغطاء عنه رويدا رويدا سالت دموعي رغما عني قبلت راسه..لقد ذكرك قبل موته يا استاذ قاله اخوه وهو يمسك بكتفي..
وقال : لقد قام هذا الصباح واغتسل منذ الفجر ثم تطيب واكثر من الطيب.. وبعد صلاة الضحى رجع الى والدته..وقال لها:اني احبك حبا شديدا فهل انت راضيه عني؟؟ ثم صعد الى والده وقال له مثل ذلك..ثم مر على اخوته فردا فردا وسلم عليهم واستسمحهم.. وعندما عاد ونحن على مائدة الافطار:فال لا اريد الا تمرا فقط لقد شبعت.. وانطلق الى المسجد باكرا وظل يقرأ الى ان اقام الامام..
وعند الصلاه..وفي اخر سجده قام الكل من السجود الا هو..وكانت سجدته الاخيره..تنهدت بعمق وقلت هنيئا لك هذه الميته ياخليل هنيئا لك...
اين الضجيج العذب اين الصخب اين التدارك شابه اللعب؟
اين الطفولة في توقدها اين الدمى في الارض واللعب؟؟
رحمة الله غليك يخليل...